كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 4)

رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال أَيْنَ عليُّ بنَ أبي طالِبِ؟ فقالوا: هوَ يا رسولَ اللَّه يَشْتَكِي عَيْنَهُ، فأُتِيَ بهِ، فبَصقَ في عَيْنهِ ودَعا لهُ فبرَأَ حتَّى [كأنْ] (¬1) لَمْ يَكُنْ بهِ وجَعٌ، فأعطاهُ الرايةَ" (¬2).

4602 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "نَعى النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم زَيْدًا وجَعفرًا وابنَ رَواحةَ للناسِ قبلَ أنْ يأتيَهُمْ خبرُهُمْ فقال: أخذَ الرايةَ زَيْدٌ فأُصيبَ، ثمَّ أخذَ جعفَرٌ فأُصيبَ، ثمَّ أخذَ ابنُ رَواحَةَ فأُصيبَ، وعَيْناهُ تَذرِفان، حتَّى أخذَ الرايةَ سَيْفٌ منْ سُيوفِ اللَّه -يَعني خالدَ بنَ الوليدِ رضي اللَّه عنه- حتَّى فتحَ اللَّه عليهِم" (¬3).

4603 - وقال عبّاس رضي اللَّه عنه: "شَهِدتُ معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يومَ حُنَيْنٍ، فلمَّا الْتَقَى المسلمونَ والكُفَّارُ وَلَّى المسلمونَ مُدبِرينَ، فطفِقَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَرْكُضُ بَغلتَهُ قِبَلَ الكُفَّارِ وأنا آخِذٌ بلِجامِ بَغلةِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أكُفُّها إرادَةَ أن لا تُسرِعَ، وأبو سُفيانَ بنُ الحارِثِ رضيَ اللَّه عنهُ (¬4) آخِذٌ برِكابِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه
¬__________
(¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 111، كتاب الجهاد (56)، باب دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الناس إلى الإِسلام والنبوّة (102)، الحديث (2942)، وفي 7/ 476، كتاب المغازي (64)، باب غزوة خيبر (38)، الحديث (4210)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1872، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه (4)، الحديث (34/ 2406) وسيأتي هذا الحديث أيضًا برقم (4764).
(¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 116، كتاب الجنائز (23)، باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه (4)، الحديث (1246)، وفي 7/ 512، كتاب المغازي (64)، باب غزوة مُؤتة من أرض الشام (44)، الحديث (4262)، وزيد: هو زيد بن حارثة، وجعفر: هو ابن أبي طالب، وابن رواحة: هو عبد اللَّه بن رواحة. وهذه الغزوة غزوة مؤتة قرية بالشام وكانت في السنة الثامنة للهجرة وكان المسلمون ثلاثة آلاف والروم مع هرقل مائة ألف.
(¬4) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب هو ابن عم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال جماعة من العلماء: اسمه هو كنيته، وقال آخرون: اسمه المغيرة (النووي، شرح صحيح مسلم 12/ 113).

الصفحة 94