كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 4)

4605 - قال البراء: "كُنَّا واللَّه إذا احْمَرَّ البأسُ نتَّقِي بِهِ، وإنَّ الشُّجاعَ مِنّا لَلَّذِي يُحاذِي به، يَعني النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬1).

4606 - وقال سلمة بن الْأَكْوَع رضي اللَّه عنه: "غَزَوْنا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حُنَيْنًا، فوَلَّى صَحابةُ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فلمَّا غَشُوا رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نزلَ عن البَغْلةِ ثُمَّ قبضَ قَبْضةً مِنْ تُرابٍ مِنَ الأرضِ ثمَّ استقبلَ بها وجوهَهُمْ، فقال: شاهَتِ الوُجوهُ. فما خلقَ اللَّه مَنهُمْ إنسانًا إلَّا ملأَ عَيْنَيْهِ تُرابًا بتلكَ القَبْضةِ، فوَلَّوْا مُدبِرينَ" (¬2).

4607 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "شَهِدْنا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حُنَيْنًا (¬3)، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لرجُلٍ ممّنْ معهُ يَدَّعِي الإِسلامَ: هذا منْ أهلِ النَّارِ. فلمَّا حضرَ القِتالُ قاتَلَ الرجُلُ مِنْ أشدِّ القِتالِ وكثُرَتْ بهِ الجِراح، فجاءَ رجلٌ فقال: يا رسولَ اللَّه أرأيتَ الذِي تُحدِّثُ أنّهُ منْ أهلِ النَّارِ، قد قاتَلَ في سبيلِ اللَّه منْ أشدِّ القِتالِ فكثُرَتْ بهِ الجِراحُ، فقال: أَمَا إنّهُ منْ أهلِ النَّارِ. فكادَ بعضُ
¬__________
= ورَشْقًا: هو بفتح الراء وهو مصدر، وأمَّا الرِّشق بالكسر فهو اسم للسهام التي ترميها الجماعة دفعة واحدة. واستنصر: أي دعا (النووي، شرح صحيح مسلم 12/ 118).
(¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1401، كتاب الجهاد (32)، باب في غزوة حنين (28)، الحديث (79/ 1776)، واحمرار البأس كناية عن شدة الحرب، واستعير ذلك لحمرة الدماء الحاصلة فيها في العادة، أو الاستعار الحرب واشتعالها كاحمرار الجمر (النووي، شرح صحيح مسلم 12/ 121).
(¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1402، كتاب الجهاد (32)، باب في غزوة حنين (28)، الحديث (81/ 1777)، وقوله: "شاهت الوجوه" أي قبحت (النووي، شرح صحيح مسلم 12/ 122).
(¬3) كذا في المخطوطة والمطبوعة وفي صحيح مسلم أيضًا "حنين"، قال النووي في شرح صحيح مسلم 2/ 122:
(كذا وقع في الأصول، قال القاضي عياض رحمه اللَّه: صوابه خيبر بالخاء المعجمة)، وفي صحيح البخاري "خيبر".

الصفحة 96