4609 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه قال: "بَيْنما نحنُ عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وهوَ يَقْسِمُ قَسْمًا أتاهُ ذُو الخُوَيْصِرَةِ، وهوَ رجلٌ منْ بَني تَميم، فقال: يا رسولَ اللَّه اعدِلْ، فقال: ويلَكَ فمَنْ يَعدِلُ إذا لمْ أعدِلْ، قدْ (¬1) خِبْتُ وخَسِرْتُ (¬2) [إنْ لمْ أكُنْ أعدِلُ] (¬3) فقال عمرُ: ائْذَنْ لي أضرِبْ عُنُقَهُ، فقال: دَعْهُ فإنَّ لهُ أصحابًا يَحقِرُ أحدُكُمْ صَلاتَهُ معَ صَلاتِهِمْ، وصِيامَهُ معَ صِيامِهِمْ، يَقرأُونَ القُرآنَ لا يجاوِزُ تَراقِيَهُمْ، يَمْرُقونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمْرقُ السهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ: يُنْظَرُ إلى نَصْلِهِ، إلى رِصافِهِ؛ إلى نَضِيِّهِ -وهو قِدْحِهِ-؛ إلى قُذَذِهِ فلا يُوجدُ فيهِ شيءٌ، قَدْ سَبَقَ الفَرْثَ والدَّمَ، آيتُهُمْ رجلٌ أسودُ إحدَى عضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ المرأة، أو مِثْلُ البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ،
¬__________
= الحديث (5765)، وفي 10/ 235 - 236، باب السِّحْر (50)، الحديث (5766)، وفي 11/ 193، كتاب الدعوات (80)، باب تكرير الدعاء (57)، الحديث (6391)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1719 - 1720، كتاب السلام (39)، باب السِّحْر (17)، الحديث (43/ 2189)، قوله: "مطبوب" أي مسحور يقال طُبّ الرجل بالضم إذا سحر، فكنوا عن السحر بالطب تفاؤلًا كما كنوا بالسليم عن اللديغ. والمُشاطة: هي الشعر الذي يسقط من الرأس أو اللحية عند تسريحه. وجُفّ: هو وعاء طلع النخل، وهو الغشاء الذي يكون عليه، ويطلق على الذكر والأنثى فلهذا قيّده في الحديث بقوله: "طلعة ذكر". وبئر ذَرْوان: هي بئر بالمدينة في بستان بني زُرَيْق، وقد وقع في جميع نسخ مسلم وفي بعض روايات البخاري "ذي أروان" وكلاهما صحيح والثاني أجود وأصح -أي ذي أروان- والنُّقاعة: بضم النون الماء الذي ينقع فيه الحناء (النووي، شرح صحيح مسلم 14/ 177).
(¬1) في المخطوطة (فقد) والتصويب من المطبوعة، وكذا لفظ المؤلف في شرح السنة 10/ 224، ولفظ البخاري أيضًا.
(¬2) قال النووي في شرح صحيح مسلم 7/ 159: (قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خبتُ وخسرتُ" روي بفتح التاء وبضمها، ومعنى الضم ظاهر، وتقدير الفتح خبتَ أنت أيها التابع إذا كنت لا أعدل لكونك تابعًا ومقتديًا بمن لا يعدل، والفتح أشهر واللَّه أعلم).
(¬3) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ المؤلف في شرح السنة، وعند البخاري، والعبارة عند مسلم: (إِنْ لَم أعْدِلْ).