كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 4)

بأنهم {قوم خصمون} [الزخرف: 58]، فكيف يعجِزُ عن ذلك (¬1) المحدثون مع نور الإيمان، ومعارف السنة والقرآن.
الحادي عشر: أنَّ لأهل كُلِّ فنٍّ من العلوم الإسلامية منَّةً على كل مسلم تُوجِبُ توقير أهل ذلك الفن وشكرهم والدعاء لهم، لما (¬2) مهَّدوا من قواعد العلم، وذلَّلوا من صعوبته، وكثَّروا من فوائده، وقيَّدوا من شوارده، وقرَّبوا من أوابِدِه (¬3) لا سيما من انتفع بعلومهم، ونظر في حوافِلِ تآليفهم (¬4)، والمُعترِضُ ممن قرأ كتب الحديث، ونقل في تواليفه منها، واستند في الرواية إليها فبئس ما جَزَيْت من أحسن إليك بارتكاب ما لا يحِلُّ لد، وترك ما يجب عليك.
ومن (¬5) آداب العلماء والمتعلمين أن يبتدئوا القراءة في كل مجلس (¬6) بالدعاء لمشايخهم ومعلميهم، وأهلُ كل فنٍّ هم مشايخ العالم فيه، وأدلة المتحير في جوابه (¬7).
الثاني عشر: العجب من المعترض كيف يذُمُّهم، وهو متحلٍّ بفرائد علومهم، ومُرتوٍ من موارد تواليفهم، ومتصدِّرٌ للتدريس فيها، وعاشٍ (¬8) في تواليفه إلى ضوء أنوارها (¬9)، ومُهتدٍ في معارفه بنجوم أئمتها
¬__________
(¬1) في (ش): عن مثل ذلك.
(¬2) في (ش): بما.
(¬3) وأوابد الكلام: غرائبه، وأوابد الشعر هي التي لا تشاكل جودة.
(¬4) في (ب) و (ش): " تواليفهم ".
(¬5) الواو ساقطة من (ش).
(¬6) " في كل مجلس " ساقطة من (ش).
(¬7) في (ش): منه في خوافيه.
(¬8) من عشا فلان إلى النار يعشو عشواً: إذا رأي ناراً في أول الليل، فيعشو إليها: يستضيء بضوئها، قال الحطيئة:
متى تأتِهِ تعشو إلى ضوء نارِه ... تجدْ خيرَ نارٍ عندها خير موقد
(¬9) في (ش): أضواء نوارها.

الصفحة 20