كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 4)

في مطلقِ الكبر وأخَفِّه وأقلِّه أنه يمنع رحمة الله ودخول جنته، ففي الصحيح أنه " لا يشُمُّ رائحة الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر " (¬1)
الرابع عشر: تصريحك بوصم (¬2) شيخ الإسلام، وإمام دار هجرة المصطفى عليه السلام مالك بن أنسٍ رضي الله عنه دليلٌ على أنك أنت الجامدُ الفطنة، الكثيرُ البطنة، وأنك لا تدري ما يخرج من رأسك، ولا ما يطيش من دماغك.
ومَنْ جَهِلَتْ نفسُهُ قدْرَهُ ... رأي غيرُهُ مِنْهُ ما لا يرى (¬3)
كأنك لا تدري ما قدر الأمة، ولا مَحَلُّ إجماعها، أو لم (¬4) تعرف أن الأمة المعصومة عن الخطإِ أجمعت على أنه أحد المجتهدين المعتبرين،
¬__________
(¬1) أخرج أحمد 1/ 399 و412 و416 و451، ومسلم (91)، وابن ماجة (4173)، وابن أبي شيبة 9/ 89، وأبو داود (4091)، والترمذي (1999)، وابن مندة في " الإيمان " (540) و (541) و (542)، والطبراني (10000) و (10001) و (10066) و (10533)، والحاكم 1/ 26، وابن حبان (224) بتحقيقنا من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يدخل الجنة أحدٌ في قلبه مثقال حبة خردل من كِبر، ولا يدخلُ النار من كان في قلبه حبة خردل من إيمان ". قال ابن حبان: أي: لا يدخل النار على سبيل الخلود.
(¬2) في (ش): بوهم.
(¬3) هو للمتنبي من قصيدته التي يهجو بها كافوراً يقول فيها:
وماذا بمصر من المُضحِكات ... ولكنه ضحكٌ كالبُكَا
بها نَبَطيُّ من أهْلِ السَّوادِ ... يُدَرَّسُ أنسابَ أهل العُلا
وأسْوَدُ مِشفَرُهُ نِصْفُه ... يُقَالُ له أنت بدرُ الدُّجَى
وقد شرح العكبري معنى البيت الذي استشهد به المؤلف، فقال: يقول: من أعجب بنفسه، فلم يعرف قدر نفسه إعجاباً وذهاباً في شأنه، خفيت عليه عيوبه، فاستحسن من نفسه ما يستقبحه غيره. " شرح العكبري " 1/ 44.
(¬4) في (ش): ولم.

الصفحة 24