كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 4)

وأنه شيخ سُنة سيد المرسلين، وأنها خضعت بين يديه كراسي علماء المسلمين (¬1)، وأنه لا يصح انعقاد الإجماع مع خلافه، دع عنك الكثير الطيب مما في كتب الرجال من جلائل مناقبه، وخصائص فضائله، وقد جاء في الأثر: " أن الرجل كان إذا حفظ الزَّهراوين (¬2) جدَّ فينا " وجاء في تعظيم العلماء والمتعلمين ما لا يتَّسِعُ له هذا المكان من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، ولو لم يكن في ذلك إلاَّ ما وردَ من بَسْطِ الملائكة أجنحتها لطالب العلم (¬3)، فهذا في طالب العلم (¬4) فكيف بالعالم، فكيف يا سيَّال (¬5) الذهن بشيخ الإسلام، وإمام دار الهجرة النبوية على صاحبها السلام بإجماع العلماء الأعلام، وقد صَحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " وَجَبَتْ "، فيمن أثنى عليه جماعةٌ يسيرة، أي: وجبت له الجنة، وقال: " أنتم الشهداء " (¬6)، وفسَّر ذلك بمن (¬7) شهد له ثلاثة أو اثنان (¬8)، فكيف بمن تطابق على إمامته علماء الإسلام؟! وكيف لم يهتد
¬__________
(¬1) في (ش): الإسلام.
(¬2) الزهراوان: البقرة، وآل عمران، أي: المنيرتان، واحدتهما زهراء، والأزهر: الأبيض المستنير. وقوله: جدّ فينا، أي: عظُمَ، وفي (1) و (ب): جَل، والرواية: جد، والأثر في " السند " 3/ 120 من حديث أنس.
(¬3) حديث حسن. أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (795)، ومن طريقه أحمد 4/ 239، وابن ماجة (226)، والطبراني (7352) عن معمر، عن عاصم، عن زر، عن صفوان بن عسال المرادي رفعه: " ما من خارج يخرج من بيته يطلب العلم إلاَّ وضعت له الملائكة أجنحتها رضاً بما يصنع ". وصححه ابن خزيمة (193)، وابن حبان (85) بتحقيقنا. وانظر تمام تخريجه فيه.
(¬4) جملة " فهذا في طالب العلم " ساقطة من (ش).
(¬5) في (ش): سائل.
(¬6) تقدم تخريجه في 1/ 183 ت 3.
(¬7) في (ش): وقيس بذلك من.
(¬8) تقدم تخريجه 1/ 183 ت 4. ونزيد عليه هنا: وأخرجه أحمد 1/ 21 - 22 و30 =

الصفحة 25