كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 4)

قال: يقال للمخالف ما تقول: إذا وَرَدَتْ عليك شُبُهَات الملحدين، ومشكلات المُشبِّهَة والمُجبرة المتمردين؟ وقد ساعَدَك الناس إلى إهمال النظر في علم الكلام، وهل هذا إلاَّ مكيدةٌ للدين إلى آخر ما ذكره.
أقول: لا يخلو الكفرة إما أن يطلبوا منا تعريفهم بأدلتنا حتى يُسلِمُوا، أو يُوردوا علينا شُبَهَهُم حتى نترُك دين الإسلام، فهذان مقامان:
المقام (¬1) الأول: أن يسألونا (¬2) بيان الأدلة على صحة الإسلام حتى يدخلوا فيه، والجراب (¬3) من وجوهٍ:
الوجه (¬4) الأول: معارضة مشتملةٌ على تحقيق، وهي أن نقول للمتكلمين: ما تقولون إذا قال الكفرة: إنَّ أدلَّتكم المُحَرَّرة في علم الكلام شُبَهٌ ضعيفة، وخيالاتٌ باردةٌ كما قد (¬5) قالوا ذلك أو (¬6) أمثاله؟ فما أجبتم به عليهم بعد الاستدلال والنزاع والخصومة، فهو جوابنا عليهم قبل ذلك كله، فإن قالوا: إنَّه يحسُنُ منا بعد إقامة البراهين (¬7) أن نحكم عليهم بالعناد، ونرجع إلى الإعراض عنهم أو إلى الجهاد، وأما أهل الأثر وترك علوم الجدل والنظر، فإنه يقبُحُ منهم ذلك قبل إقامة البراهين (7).
¬__________
= عَفَتْ ذاتُ الأصابع فالجواءُ ... إلى عَذرَاء منزلُهَا خلاءُ
انظر " الديوان " ص 57 - 66 بتحقيق البرقوقي.
(¬1) ساقطة من (ش).
(¬2) في (ب): " سألونا "، وفي (ش): " سألوا ".
(¬3) في (ش): فالجواب.
(¬4) ساقطة من (ش).
(¬5) " قد " ساقطة من (ش).
(¬6) في (ش): و.
(¬7) في (ش): البرهان.

الصفحة 27