كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 4)
أحمد بن عيسى من أصحاب الكلام فيُناظره (¬1)، قال: فقدم البصرة، وهو مريض، فقمتُ عليه، فلم يزل عندي حتى مات، فكتبتُ إلى أحمد بن عيسى، أنه قَدِمَ عليَّ (¬2) فلانٌ، وأنه لم يزل عندي عليلاً حتى مات، وكنت أفعل به، وأفعل (¬3) حتى مات (¬4) رحمه الله، وغفر له، ورضي عنه.
فكتب إليَّ أحمد: أمَّا قولك: إنِّي قمتُ عليه وفعلتُ به، فلعمري إنَّ هذا يجب، وأمَّا قولك: رحمه الله، ورضي عنه، وغفر له، فإنما أردت بذلك تُرضيني أن الرجل كان يلقاني فيُناظرُني، وكنت أملُّه، فلمَّا مات، انقطعت عصمتُه. قال: وكان الرجل يقول: القرآنَ مخلوقٌ.
قال الحسنيُّ (¬5): حدثنا أبو حازم محمد بن علي الوشَّاء، قال: حدثنا إسحاق بن محمد المقرىء، قال: حدثنا (¬6) عليّ بن الحسين بن كعب، قال: حدثنا يحيى بن حسن بن فرات، ومحمد بن جميل (¬7)، ومحمد بن راشد، قالوا: سألنا عبد الله بن موسى بن عبد الله (¬8)، فقلنا له: ما تقولُ في القرآن؟ فقال: مَنْ زعم أنَّ القرآن مخلوقٌ، فهو كافرٌ، لأن الله عزَّ وجل يقول (¬9): {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ
¬__________
(¬1) في (ب): فناظره.
(¬2) ساقطة من (ش).
(¬3) في (أ) و (د): فأفعل.
(¬4) عبارة " حتى مات " سقطت من (ش).
(¬5) في (ش): الحسن.
(¬6) في (ش): أخبرنا.
(¬7) في (ش): حنبل.
(¬8) " بن عبد الله " ساقطة من (ب).
(¬9) في (ش): قال.