كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 4)

الثامن: أخبِرنَا ما سببُ توهُّمك لاختصاصك بالذكاء دون المحدثين، هل فَهمُك " للخُلاصة " و" شرح الأصول " أو تبريزُك في علم المعقول على الفحول؟ وإن كان الثاني، فلم يظهر منك آثاره، ولا لاحت عليك أنواره، وإن كان الأوَّل، فهو أمرٌ (¬1) يسير، والساعي فيه بالتِّيه الكثير غير جدير، والظاهر من أحوال أئمة السنة أنَّهم غير عاجزين عن الانتظام في سلك هذا المعترض، فلتُطالع تراجمهم في " تهذيب الكمال "، و" النُّبلاء " (¬2)، وسائرِ تواريخ الرجال، ويُنظر فيما كان لهم (¬3) من الذكاء الكثير، والعلم الغزير، فإنَّ المكان (¬4) لا يتسع من ذلك لذكر اليسير.
التاسع: أخبرنا ما هذه العقائد التي لا تُدرَكُ إلاَّ بعلوم الكلام، فإنا رأينا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أجمعت الأمة على صحة عقائدهم قبل هذه الممارسة.
فإن قلت: إن هذه العقائد هي اعتقاد الصانع جل وعز، وأنه عالمٌ،
¬__________
(¬1) في (ش): فالأمر.
(¬2) " والنبلاء " ساقطة من (ش).
(¬3) ساقطة ش (ش).
(¬4) في (ب): كان.

الصفحة 5