كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 4)
العيد لنفسه الأبيات.
وقال الرازي أيضاً:
نهايات إقدام العقول عِقَالُ ... وأكثر سعي العالمين ضلالُ (¬1)
وقال غيره:
وكم في البرية من عالمٍ ... قويِّ الجدال سديد (¬2) الكَلِم
سعى في العلوم فلمَّا يُفِدْ ... سوى علمه أنه ما علم
وقال ابن الجوزي في كتاب " تلبيس إبليس " (¬3) بعد المبالغة في ذم الكلام، ونقل كلام السلف في ذلك: وقد نُقل إلينا إقلاع متقدمي المتكلمين (¬4) عما كانوا عليه منه لما رأوا من قُبْح غوائله، ونقل عن الوليد بن أبان الكرابيسي أنه لما حضرته الوفاة، قال لبنيه: تعلمون أحداً أعلم بالكلام منِّي؟ قالوا: لا، قال: فتتَّهموني؟ قالوا: لا، قال: فإني أوصيكم، أتقبلون؟ قالوا: نعم، قال: عليكم بما عليه أصحابُ الحديث، فإني رأيتُ الحق معهم.
قال: وكان أبو المعالي الجُويني يقول: لقد جرَّبت (¬5) أهل الإسلام
¬__________
(¬1) وبعده:
وأرواحُنا في وحشةٍ من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبالُ
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
انظر " عيون الأنباء " 2/ 28، و" وفيات الأعيان " 4/ 250، و" طبقات السبكي " 8/ 96، و" طبقات ابن شهبة " 2/ 82، و" شذرات الذهب " 5/ 22.
(¬2) في (ب) و (ش) شديد.
(¬3) ص 84 - 85.
(¬4) في (ش): المتقدمين.
(¬5) في (ش): خبرت.