كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 4)

ومنها: أحاديث الإيمان والإسلام المتواترة التي تقتضي قواعدُ الكلام منافاتِهما إلاَّ مَعَ التأويلات المتعسِّفة المستكرهة، وأمثال ذلك.
وعن جُنْدُبٍ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فيه، فقوموا عنه " (¬1) رواه البخاري ومسلم، والنسائي.
ومن ذلك قصَّة عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم في اختلافهما في القراءة، ورفعها (¬2) إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمره كل واحدٍ منهما أن يقرأ كما سمع منه - صلى الله عليه وسلم -، ونهيه لهما عن الاختلاف الذي هو المناكرة، والمعاداة، رواه الجماعة (¬3)، وله طرق جمة عرفت (¬4) منها ثماني عشرة (¬5) طريقاً عن ثمانية عشر صحابياً (¬6).
وهذه الأحاديث كالشرح، لقوله تعالى: {وَلاَ تَفَرَّقُوا} وأمثالها ممَّا قدمته في ديباجة هذا (¬7) الكتاب، فإن النهي عن التفرُّق نهي عن أسبابه
¬__________
= عن أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.
وهو في " سنن أبي داود " (5111) في " عمل اليوم والليلة " (664) للنسائي، و" الإيمان " لابن منده (343) و (344)، وانظر " صحيح ابن حبان " (145) و (146).
(¬1) تقدم تخريجه 1/ 216.
(¬2) في (ب): " وترافعهما "، وفي (ش): " ورفعهما ".
(¬3) تقدم تخريجه في 1/ 217. وهشام بن حكيم: هو ابن حزام الأسدي، له ولأبيه صحبة، وكان إسلامهما يوم الفتح، وكان لهشام فضل، ومات قبل أبيه، أخرج له مسلم حديثاً واحداً مرفوعاً من رواية عروة عنه.
(¬4) في (ش): عرف.
(¬5) في (ش): ثمانية عشر.
(¬6) ذكر منها الحافظ في " الفتح " 9/ 26 خمسة طرق.
(¬7) ساقطة من (ش).

الصفحة 86