بحلب، وأبا عمرو بن مَنْدَه بأَصْبَهان، وأبا بكر بن خَلَف بنيسابور، وشيخ الإسلام الأَنْصْاري بهَرَاة، وأبا علي التُسْتَري بالبَصْرة.
روى عنه: سَعْد الخير الأَندَلُسي، وابن نَاصر، وأبو المعمر الأَنصَاري، والسِّلَفي، وأبو سَعْد بن البَغْدَادي، وآخرون.
قال السِّلفي: هو حافِظٌ متقِن، لم أر أحسنَ قراءةً للحديث منه، تفقَّه في صِباه على الشَّيخ أبي إسحاق، وكتب "الشَّامل" (¬1) بخَطِّه عن ابن الصَّبَّاغ، ثم خرج إلى الشَّام، وسكن القُدْس زمانًا، وقال لي: إنه سَمِعَ من الخطيب حديثًا واحدًا، ولم يكن عنده به نسخة، انتفعت بصحبته.
وقال أبو الوقت: كان شيخ الإسلام إذا رأى المؤتمن [قال: لا يمكن أحد أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دام هذا حيًّا.
وقال أبو النَّضْر الفامي: أقام المؤتمن] (¬2) بهَرَاة نحو عشر سنين، وقرأ الكثير، وكَتب "جامع التِّرْمِذِي" ستّ كرَّات، وكان فيه صَلَف وقَنَاعة وعِفَّة واشتغالٌ بما يعنيه.
¬__________
(¬1) "الشامل في فروع الشافعية" لأبي نصر عبد السيد بن محمد المعروف بابن الصباغ، الشافعي المتوفى سنة (477) هـ، قال فيه ابن خلكان: هو أجود كتب أصحابنا، وأصحها نقلًا، وأثبتها أدلة. انظر "وفيات الأعيان": 3/ 217 - 218.
(¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر واضحًا في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1247، وقد تحرف في "التذكرة" إلى أبي نصر الفاهي، انظر "سير أعلام النبلاء": 19/ 310.