كتاب جامع المسانيد والسنن (اسم الجزء: 4)

فَلَهُ مَا فِى الكِتَاب، ومَنْ أقَرّ بِالجِزْيَةِ فَعَلَيْهِ الرّبْوَة وَلَهُ مِنْ رسولِ الله الوَفَاء بالعهد والذّمة» (¬1) .
وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع طهية بن أبى زهير. «بِسْم الله الرّحْمن الرّحيم: مِنْ مُحَمّد رسولِ الله إلى بَنِى نَهْد بن زَيدٍ: سَلامٌ عَلَى مَن اتَّبَعَ الهُدَى، وآمَنَ بالله وَرَسُولِه، عليكُم فى الوظيفةِ الفرسضة، ولكُم الفَارِضُ والفَرِيضُ، والضَّأْنُ، والفَلُوّ الضَّبِيسُ، لا يُؤكَلُ كَلَّكُمْ، ولا يُمْنَع سَرْحُكم، ولا يُحبس درَكم، ولا يعضد طَلْحُكم، ما لم تُضْمِرُوا الرِّفَاقَ، وتَأكُلُوا الرِّبَاقَ» (¬2) .
¬_________
(¬1) شرح القريب الذى ورد فى الخبر:
- بارك لهم فى محضها ومخضها: أى الخالص والمخموض وهو ما مخض وأخذ زبده. والمخض تحريك السقاء الذى فيه اللبن ليخرج زبده.
- مذقها وفرقها: المذق المزج والخلط، يقال مذقت اللبن فهو مذيق إذا خلطته بالماء. وفرقها بكسر الفاء وبعضهم بفتحها: مكيار يكال به اللبن.
- وابعث راعيها فى الدثر: وهى غير واضحة بالمخطوطة. وما أثبتناه بالرجوع إلى النهاية: الخصب والنبات الكثير.
- افجر لهم الثمد: الثمد بالتحريك الماء القليل، أى افجره لهم حتى يصير كثيرًا.
- الربوة: أى من تقاعد عن أداء الزكاة، فعليه الزيادة فى الفريضة الواجبة عليه كالعقوبة
له.
- ويروى: من أقر بالجزية فعليه الربوة أى من امتنع عن الإسلام لأجل الزكاة عليه من الجزية أكثر مما يجب عليه بالزكاة.
(¬2) شرح الألفاظ التى وردت فى كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
- لكم فى الوظيفة الفريضة: أى الهرمة المسنة، يعنى هى لكم لا تؤخذ منكم فى الزكاة، ويروى: عليكم فى الوظيفة الفريضة أى فى كل نصاب ما فرض فيه وهى رواية المصنف.
- لكم الفارض والفريض: المسن من الإبل.
- الفلو الضبيس: المهر العسر الذى لم يرض.
- لا يوكل كلكم: أى لا يوكل إليكم عاليكم، وما تطيقوه، ويروى أكلكم أى لا يفات عليكم مالكم.
- لا يمنع سرحكم: الشرح والسارح والسارحة الماشية، لا تمنع ماشيتكم من مرعى تريدونه.
- لا يحبس دركم: أى ذوات الدر، أراد أنها لا تحشر إلى المصدق ولا تحبس عن المرعى إلى أن تجتمع الماشية ثم تعد لما فى ذلك من الإضرار بها.
- لا يعضد طلحكم: لا يقطع الطلح وهو شجر عظام من شجر العضاه.

الصفحة 459