كتاب جامع المسانيد والسنن (اسم الجزء: 4)

كُلَّما ماتَ رَجُلُ أَبْدَلُ الله مَكَانَهُ رَجُلاً» .
قال أبى- رحمه الله-: يعنى حديث عبد الوهاب- كلام غير هذا، وهو منكرُ- يعنى حديث الحسن بن ذكوان- (¬1) تفرد به، وهو كما قال: فيه نكارة جدًا، والعجب أن عبد الوهاب بن عطاء هذا روى له مسلم وقد تكلم فيه غيرُ واحد من الأئمة منهم: أحمد بن حنبل فقال الميمونى عنه: هو ضعيف الحديث مضطرب، وقال المرّوزى: قلت لأحمد: أثقة هو؟ فقال: أتدرى ما تقول، إنما الثقة يحيى القطان، وقال البخارى: ليس بالقوى عندهم وكذا قال أبو حاتم والنسائى، وقد أنكر عليه ابن معين حديثًا رواه فى فضل العباس، وهو عند الترمزى، قال ابن معين: هو حديث موضوع (¬2) .
وقلت: وهذا الحديث أنكر من ذلك، وأما شيخه الحسن بن ذكوان فروى له البخارى، وضعفه الأكثرون، حتى قال أحمد: أحاديثه أباطيل، وقال يحيى بن معين: هو قَدَرِىٌّ صاحب أوابد وضعفه ابن معين أيضًا وأبو حاتم وغيرهما (¬3) .
وأما عبد الواحد بن قيس هذا، وهو السلمى أبو حمزة الشامى فوثقه العجلى، وابن معين وأبو زُرعة الدمشقى، وضعفه آخرون، وقال الدارقُطنى والبرقانى: هو متروك. وقال ابن حبان: تفرد عن الثقات
¬_________
(¬1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/322.
(¬2) يرجع إلى هذ الأقوال وغيرها فى ترجمة عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. تهذيب التهذيب: 6/450، والميزان: 2/681؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الواحد بن قيس وقد وثقه العجلى وأبو زرعة وضعفه غيرهما. مجمع الزوائد: 10/62.
(¬3) الحديث الذى أشار إليه فضل العباس هو: «اللهم اغفر للعباس ولولده مغفرة ظاهرة وباطنة، لا تغادر ذنبًا، اللهم اخلفه فى ولده» : الميزان: 2/682، ويرجع إلى ترجمة الحسن بن ذكزان فى تهذيب التهذيب: 2/276؛ والميزان: 1/489.

الصفحة 565