كتاب جامع المسانيد والسنن (اسم الجزء: 4)

عبادة بن الصامت عن الأنفال، فقال: فينا معاشر أصحاب بدر نزلت حين تختلفنا فى النفل، وساءت فيه أخلاقنا، فانتزعه الله من أيدينا، وجعله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علىالمسلمين عن بواء. يقول: على السواء (¬1) .
¬_________
(¬1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/322.
5857 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى عبد الرحمن بن الحارث وغيره من أصحابه (¬1) ، عن سليمان بن موسى، حدثنا الأشدق (¬2) ، عن مكحول، عن أبى أمامة الباهلى، قال: سألت عبادة بن الصامت، عن الأنفال، فقال [: فينا] معاشر أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا فى النفل، وساءت فيه أخلاقنا، فنزعه الله من أيدينا، فجعله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا عن بَوَاءٍ. يقول: عَلَى السَّواء (¬3) .
5858 - حدثنا معاوية بن عمرو، أنبأنا أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن عياش بن أبى ربيعة، عن سليمان بن موسى، عن أبى سلام، عن أبى أمامة، عن عبادة بن الصامت، قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فشهدت معه بدرًا، فالتقى الناس، فهزم الله العدو، فانطلقت طائفة فى آثارهم يهزمون، ويقتلون، وأكبت طائفة على العسكر يحوزونه، ويجمعونه، وأحدقت طائفةٌ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا/ يصيب العدو منع غرة، حتى إذا كان الليل، وفاء الناس بعضهم إلى بعض، قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها وجمعناها، فليس لأحد فيها نصيبٌ، وقال الذين خرجوا فى طلب العدو: لستم بأحق بها منا، نحن نفينا عنها العدو، وهزمناهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لستم بأحق بها منا، نحن أحدقنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به.
فنزلت: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (¬4) فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فُواقٍ (¬5) بين
¬_________
(¬1) فى المخطوطة: «أصحابنا» ، وما أثبتناه من المسند.
(¬2) فى المخطوطة: «سليمان بن موسى الأسدى» ، وما أثبتناه من المسند.
(¬3) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/322، وما بين معكوفين استكمال منه.
(¬4) صدر سورة الأنفال.
(¬5) قسمها على فواقٍ: أى قسمها فى قدر فواق ناقة، وهو مابين الحلبتين من الراحة، وتضم فاؤه وتفتح، وقيل أراد التفضيل فى القسمة، كأنه جعل بعضهم أفوق من بعض، على قدر غنائمهم وبلائهم. النهاية: 3/218.

الصفحة 609