كتاب جامع المسانيد والسنن (اسم الجزء: 4)

ولم يتبعه على أمره إلى امرأته، وبن عمه هذا الفتى، وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى، وقيصر، قال: فكان عفيف- وهو ابن عم الأشعث بن قيس يقول- وأسلم بعد ذلك فحسن إسلامه-: لو كان الله رزقنى الإسلام يومئذ، فأكون ثالثًا مع على ابن أبى طالب. تفرد به (¬1) .

(ابنه كثير بن عباس عنه)
¬_________
(¬1) () من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/209.
5930 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، أخبرنى كثير بن عباس بن عبد المطلب، عن أبيه العباس، قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُنَيْنًا، قال: فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما معه إلا أنا، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فلزمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم نفارقه، وهو على بغلة شهباء- وربما قال معمر: بيضاء- أهداها له فروة بن نعامة الجذامى، فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين، وطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركض بغلته قبل الكفار.
قال العباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكفها، وهو لا يألو ما أسرع نحو المشركين، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عَبَّاسُ نَادِيَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ» (¬2) ، قال: وكنت رجلاً صيتًا، فقلت بأعلى صوتى: يا أصحاب السمرة، قال: فوا الله لكان عطفتهم حين سمعوا صوتى عطفة البقر على أولادها، / فقالوأ: يا لبيك يا لبيك، وأقبل المسلمون، فاقتتلوا هم والكفار، فنادت الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوات على بنى
¬_________
(¬1) الفرز: هو الكور مثل الركاب للسرج. النهاية: 3/158.
(¬2) السمرة: هى الشجرة التى كانت عندها بيعة الرضوان عام الحديبية. النهاية: 2/181.

الصفحة 650