كتاب جامع المسانيد والسنن (اسم الجزء: 4)

عن هذا الأمر: إن الله خص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى هذا الفىء بشىء لم يعطه أحدًا غيره، فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (¬1) فكانت هذه خاصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم والله ما احتازها دونكم، ولا أستأثر بها عليكم، لقد أعطاكموها، وبثها فيكم حتى بقى منها هذا المال، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقى فيجعله مجعل مال الله، فعمل بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياته، ثم توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: أنا ولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقبضه أبو بكر، فعمل فيه بما عمل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2) .
¬_________
(¬1) آية 6 سورة الحشر.
(¬2) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/208، وما بين معكوفين استكمال منه.
5934 - حدثنا يعقوب، حدثنا ابن أخى ابن شهاب، عن عمه محمد بن مسلم، أخبرنى مالك بن أوس بن الحدثان النصرى، فذكر الحديث.
قال: فبينا أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفأ، فقال لعمر: هل لك فى عثمان، وعبد الرحمن، وسعدٍ، والزبير يستأذنون؟ قال: نعم ائذن لهم، قال: فدخلوا، فسلموا وجلسوا، قال: ثم لبث يرفأ قليلاً، وقال لعمر: هل لك فى على، وعباس؟ فقال: نعم، فأذن لهما، فلما دخلا عليه جالسًا، فقال عباس: يا أمير المؤمنين اقض بينى وبين علىّ، فقال الرهط عثمان وأصحابه: اقض بينهما، وأرح أحدهما من الآخر، قال عمر: اتئدوا، فأنشدكم الله/ الذى بإذنه تقوم السماء والأرض هلى تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا نُورَثُ مَا تَرَكْنا صَدَقَةٌ» يريد بذلك رسول الله

الصفحة 653