كتاب جامع المسانيد والسنن (اسم الجزء: 4)

وكان من الشجعان المشهورين والشعراء المذكورين؛ وقد حسن إسلامه جدًا، وكان ممن حرم الخمر على نفسه فى الجاهلية، فعوتب فى ذلك، فقال: ما كنت لأصبح رئيس قومى، وأمسى سفيهها، وما كنت لأدخل بطنى شيئًا يحول بينى وبين عقلى.
وكذلك حرمها فى الجاهلية أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وعثمان بن مظعون، وقيس بن عاصم، وعبد الرحمن بن عوف فى قولٍ. وقبل هؤلاء حرمها عبد المطلب بن هاشم، وعبد الله بن جدعان، وكان أول من حرمها فى الجاهلية على نفسه عامر بن الظرب العدوانى، وقيل: بل عفيف بن معد يكرب العبدىّ (¬1) .
وكان أبوه مرداس مصاحبًا لحرب بن أمية فهاما فى الأرض فقتلتهما الجن، وكان ممن هام وخرج على وجهه سائحًا مرداسٌ والد عباس هذا. وطالب بن أبى طالب، وسنان بن حارثة المرى.
وكان عباس بن مرداس نزل بادية البصرة، وقيل: إنه نزل دمشق، فابتنى بها دارًا، وحديثه فى رابع المكيين - رضي الله عنه -.
¬_________
(¬1) يراجع أسد الغابة: 3/169.
5944 - حدثنا عبد الله، حدثنى إبراهيم بن الحجاج الناجى، حدثنا عبد القاهر بن السرى، حدثنى ابن لكنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه: أن أباه العباس/ ابن مرداس، حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة، والرحمة، فأكثر الدعاء فأجابه الله أن (¬1) قد فعلت، وغفرت لأمتك إلا من ظلم بعضهم بعضًا (¬2) ، فقال: «يَا رَبِّ إِنَّكَ قَادِرٌ أَنْ تَغْفِرَ لِلظَّالِم، وَتُثِيبَ المَظْلُومَ مِنْ مَظْلَمَتِهِ» . فلم يكن [فى] تلك العشية إلا ذا.
¬_________
(¬1) فى المخطوطة «إنى» ، وما أثبتناه من المسند.
(¬2) فى المخطوطة: «لبعض» ، وما أثبتناه من المسند.

الصفحة 660