كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 4)
باب مواقيت الصلاة
روى مالك في "الموطأ" عن ابن شهاب: أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أخر الصلاة يوما، فدخل عليه عروة بن الزبير، فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخر الصلاة يوما وهو بالكوفة، فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري، فقال: ما هذا يا مغيرة؟! أليس قد علمت أن جبريل نزل فصلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "بهذا أمرت"؟ فقال عمر بن عبد العزيز: اعلم ما تحدث به يا عروة! أو إن جبريل هو الذي أقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الصلاة؟ فقال عروة: كذلك كان بشير بن أبي مسعود الأنصاري يحدث عن أبيه. قال عروة: ولقد حدثتني عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر. أخرجاه في "الصحيحين" من حديث مالك.
و "بشير": بفتح الباء الموحدة، وكسر الشين المعجمة.
وقوله: "أليس قد علمت؟ ": قال بعض فضلاء الأدباء الشارحين: "كذا الرواية، وهي جائزة، إلا أن المشهور في الاستعمال الفصيح: "ألست"، وإنما يقال: "أليس للغائب". وقوله: "نزل فصلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ":
الصفحة 5
383