كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 4)

عبد الدّرهم". وعلى هذا النوع يصحّ أَن يقال: ليس كلّ إِنسان عبدًا لله، فإِنَّ العبد على هذا المعنى العابد، لكنَّ العبد أَبلغ من العابد. والناس كلّهم عباد الله بل الأَشياء كلها، بعضُها بالتسخير وبعضها بالتسخير والاختيار. قال:
سيّدى إِنّنى رجوتُك وعدًا ... ما تجاوزتُ فى ولائك عهدا
لستُ آتيك كى أَكون حبيباً ... فاتَّخذنى لِعَبْدِ عبدِك عبدا
قيل: ورد العَبْد والعِبادة فى القرآن على ثلاثين وجهاً:
الأَول - عامّ للمُؤمن والكَافر: {والله بَصِيرٌ بالعباد} ، {رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ} {وَهُوَ القاهر فَوْقَ عِبَادِهِ} .
2- خاصّ بالمؤْمنين: {والله رَؤُوفٌ بالعباد} ، {الله لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} {قُل لِّعِبَادِيَ الذين آمَنُواْ} .
3- خاصّ بالكفار: {ياحسرة عَلَى العباد} ، {إِنَّ الله قَدْ حَكَمَ بَيْنَ العباد} .
4- بمعنى المماليك: {والصالحين مِنْ عِبَادِكُمْ} ، {وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ} .
5- بمعنى المطيعين: {وَعِبَادُ الرحمان} .
6- بمعنى العاصين المجرمين: {وكفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً} ، {قُلْ ياعبادي الذين أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ} .

الصفحة 10