كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 4)
بصيرة فى العجل
العَجَل والعَجَلة: السّرعة، وهو عَجِلٌ، وعَجُلٌ، وعَجْلانٌ، وعَاجِلٌ، وعَجيلٌ من عَجَالَى وعُجالَى وعِجَال. وقد عَجِل -كفرح- وعَجَّل وتعجَّل بمعنى. واستعجله: حثَّه وأَمره أَن يَعْجَل. ومرّ يستعجل أَى طالباً [ذلك] من نفسه متكلِّفاً إِيّاه. والعجَلَة من مقتضيَات الشهوة؛ فلذلك ذُمّت فى جميع القرآن حتى قيل: العجلة من الشيطان.
وقوله تعالى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لترضى} ذُكر أَنّ عجلته وإِن كانت مذمومة فالذى دعا إِليها أَمر محمود وهو طلب رضا الله. وقال تعالى {وَكَانَ الإنسان عَجُولاً} . وقوله: {خُلِقَ الإنسان مِنْ عَجَلٍ} ، قال بعضهم: من حَمَإٍ وليس بشىءٍ، بل تنبيه على أَنه لا يتعرّى من ذلك؛ فإِن ذلك أَحد القُوَى الَّتى رُكِّبَ عليها. وقوله: {مَّن كَانَ يُرِيدُ العاجلة عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا} أَى نعطيه ذلك.
والعاجل: نقيض الآجل. والعُجالة والعِجالة / والعُجْل والعُجْلة والعُجَيْل: ما تعجَّلته من شىءٍ كاللُّهْنَةِ قال الشاعر:
لا تَعجلنَّ فربَّما ... عجِل الفتى فيما يضرّه
ولربَّما كره الفتى ... أَمراً عواقبه تسرّه
الصفحة 23
548