كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 4)
قيل: يُتجوّز بالعَدِّ على أَوجه: يقال: شىءٌ معدود ومحصور للقليل مقابّلة لما لا يُحصى كثرة، نحو المشار إِليه بقوله: {بِغَيْرِ حِسَابٍ} وعلى ذلك قوله: {لَن تَمَسَّنَا النار إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً} ، أَى قليلة لأَنهم قالوا: نعذَّب بعدد الأَيّام التى عبدْنا فيها العجْل. ويقال على الضدّ من ذلك: نحو جيش عديد أَى كثير. وإِنَّهم لذوو عَدَد، أَى هم بحيث [يجب] أَن يُعَدوّا كثرة. ويقال فى القليل: هم شىءٌ غير معدود. وقوله: {فِي الكهف سِنِينَ عَدَداً} يحتمل الأَمرين. ومنه هذا غير معتدّ به.
وله، عُدّة أَى شىءٌ / كثير من مال وسلاح وغيرهِما. والعُدّة أَيضاً: الاستعداد، يقال: كونوا على عُدّة. وأَخذ للأَمر عُدّته وعَتَاده بمعنىً وماءٌ عِدٌّ.
والعِدّةُ: هى الشىءُ المعدود، وقوله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} أَى عَدَد ما قد فاته. وقوله: {وَلِتُكْمِلُواْ العدة} أَى عدّة الشهر.
الصفحة 27
548