كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 4)
بصيرة فى عرب
العَرَب - بالتَّحْرِيك - والعُرْب - بالضمّ -: جِيل من النَّاس. والنِّسْبة عَرَبىّ بيّن العُرُوبة، وهم أَهل الأَمصار. والعرب اسم جنس. والعرب العاربة: هم الخلَّص منهم. وأَخذت من لفظها فأَكدّت بها كليل لائل. وربّما قالوا: العرب العَرْباءُ. والعربيّة هى هذه اللُّغة.
وتصغير العَرب عُرَيب بلا هاء. قال عبد المؤمن بن عبد القدّوس:
ومَكْن الضَّبَابِ طعام العُرَيب ... ولا تشتهيه نفوس العَجَمْ
وإِنما صغَّرهم تعظيما لهم كقول الحُبَاب: أَنَا جُذَيلها المحكَّك.
وقيل: سمّيت العرب بها لأَنَّه نَشأَ أَولاد إِسماعيل - صلوات الله عليه - بَعَربة وهى من تِهامة، فنُسبوا إِلى بلدهم. ورُوى أَنَّ خمسة من الأَنبياءِ - صلوات الله عليهم - من العرب، وهم: إِسماعيل، ومحمّد، وشعيب، وصالح، وهود. وهذا يدلُّ على أَنَّ لسان العرب قديم. وأَن هؤلاءِ الأَنبياءَ - صلوات الله عليهم - كلّهم كانوا يسكنون بلاد العَرَب. وكان شُعيب وقومه بأَرض مَدْين، وكان صالح وقومه ثمود بناحية الحِجْر، وكان هود وقومه ينزلون الأَحقاف من رمال اليمن، وكانوا أَهل عَمَد، وكان إِسماعيل / ومحمّد المصطفى صلى الله عليه وسلَّم من سكَّان الحرم. وكل مَن سكن بلاد العرب وجزيرتها ونطق بلسان أَهلها فهم عَرَب.
الصفحة 38
548