كتاب فوات الوفيات (اسم الجزء: 4)

بعدهم، وكان يقول: أغرونا بهم حتى إذا هلكوا وجدنا فقدهم ولم يسدوا مسدهم.
وكان فصيح المقال، قال لإسحاق بن إبراهيم الموصلي وقد أنشده أبياتاً منها:
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأي أمير المؤمنين جميل لله در أبيات (1) تأتينا بها ما أحكم أصولها وأحسن فصولها وأقل فضولها! فقال إسحاق: أخذ الجائزة مع هذا الكلام ظلم.
وله شعر جيد منه قوله في جارية صالحها:
دعي عد الذنوب إذا التقينا ... تعالي لا نعد ولا تعدي ومنه:
ملك الثلاث الآنسات عناني ... وحللن من قلبي أعز مكان
مالي تطاوعني البرية كلها ... وأطيعهن وهن في عصياني
ما ذاك إلا أن سلطان الهوى ... وبه غلبن أعز من سلطاني ومن شعر الرشيد يرثي جاريته هيلانة:
أف للدنيا وللزي ... نة فيها والاناث
إذ حثا الترب على هيلا ... ن الناس في الحفرة حاثي
فلها تبكي البواكي ... ولها تشجي المراثي
خلفت سقماً (2) طويلاً ... جعلت ذاك تراثي وكان من أمير الخلفاء وأجل ملوك الدنيا، كان يصلي في اليوم مائة ركعة إلى أن مات، ويتصدق كل يوم من صلب ماله بألف درهم، وكان يحب
__________
(1) ص: ابياناً.
(2) ص: سقمى.

الصفحة 226