كتاب فوات الوفيات (اسم الجزء: 4)

العلم وأهله، ويعظم حرمات الله تعالى؛ ولما مات ابن المبارك جلس للعزاء وأمر الناس أن يعزوه.
واجتمع له ما لم يجتمع لغيره: وزراؤه البرامكة، وقاضيه أبو يوسف، وشاعره مروان بن أبي حفصة، ونديمه العباس بن محمد عم أبيه، وحاجبه الفضل بن الربيع أتيه الناس وأعظمهم، ومغنيه إسحاق بن إبراهيم الموصلي، وزوجته زبيدة.
قال ابن حزم: كان يشرب الخمر؛ ولما مات صلى عليه ابنه صالح ودفنه بطوس.
وذكر الرواة أن الرشيد صنع قسيماً من الشعر وهو:
الملك لله وحده ... ثم أرتج عليه فقال: استدعوا من بالباب من الشعراء، فدخل عليه جماعة منهم الجماز (1) فقال الرشيد: أجيزوا، وأنشدهم القسيم، فبدر الجماز فقال:
وللخليفة بعده ... فقال الرشيد: زد، فقال الجماز:
وللمحب إذا ما ... حبيبه بات عنده فقال الرشيد: أحسنت، لم تعد ما في نفسي، وأجازه بعشرة آلاف درهم، رحمه الله.
__________
(1) كان الجماز من شعراء البصرة ومن موالي قريش (انظر طبقات ابن المعتز: 373 وتاريخ بغداد 3: 125) .

الصفحة 227