كتاب فوات الوفيات (اسم الجزء: 4)

لما سقي الحياة من ريقته ...
فاعجب لنبات خده الريحاني ... من حيث سقي
يضحي ويبيت وهو في النيران ... لم يحترق والسراج المحار عارض بهذا موشح أحمد الموصلي، وهو:
مذ غردت الورق على الأغصان ... بين الورق
أجرت دمعي وفي فؤادي العاني ... أذكت حرقي لما برزت في الدوح تشدو وتنوح ... أضحى دمعي بساحة السفح سفوح ... والفكر نديمي في غبوق وصبوح ...
قد هيجت الذي به أضناني ... منه قلقي
والقلب له من بعد صبري الفاني ... الوجد بقي ما لاح بريق رامة أو لمعا ... إلا وسحاب عبرتي قد همعا ... والجسم على المزمع هجري مزمعا ...
بالنازح والنازح عن أوطاني ... ضاقت طرقي
ما أصنع قد حملت من أحزاني ... ما لم أطق قلبي لهوى ساكنه قد خفقا ... والوجد حبيس واصطباري طلقا ... والصامت من سري بدمعي نطقا ...
في عشق منعم من الولدان ... أصبحت شقي
من جفوته، ولم يزر أجفاني ... غير الأرق فالورد مع الشقيق من خديه ...

الصفحة 23