كتاب فوات الوفيات (اسم الجزء: 4)

564 - (1)
ولادة بنت المستكفي
ولادة بنت محمد (2) ، هو المستكفي ابن عبد الرحمن؛ كانت واحدة زمانها المشار إليها في آدابها، حسنة المحاضرة، مشكورة المذاكرة، كتبت بالذهب على طرازها الأيمن:
أنا والله أصلح للمعالي ... وأمشي مشيتي وأتيه تيها وكتبت على الجانب الأيسر:
وأمكن عاشقي من صحن خدي ... وأعطي قبلتي من يشتهيها وكانت مع ذلك مشهورة بالصيانة والعفاف، وفيها خلع ابن زيدون عذاره، وله فيها القصائد والمقطعات، منها القصيدة النونية التي أولها:
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا وكانت لها جارية سوداء بديعة الغناء؛ ظهر لولادة من ابن زيدون ميل إلى السوداء فكتبت إليه:
لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا ... لم تهو جاريتي ولم تتخير
وتركت غصنا مثمرا بجماله ... وجنحت للغصن الذي لم يثمر (3)
__________
(1) الزركشي: 341 قال: وذكرها ابن سعيد في كتابه المسمى بالملتقط من السلك من حلى العروش الأندلسية، والذخيرة 1: 376 والمطرب: 7 والصلة: 657 وسرح العيون: 22 والسيوطي: 101 والنفح 4: 205؛ ولم ترد الترجمة في المطبوعة.
(2) هو محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر.
(3) نقل الزركشي عن صاحب المسهب قوله في التعليق على هذا البيت: ((إنها أثارت معنى غريباً في البيت الثاني لأن عتبة كانت سوداء فلا تظهر منها وردة الخجل ولا زهر البياض فكأنها غصن لم يثمر)) .

الصفحة 251