كتاب فوات الوفيات (اسم الجزء: 4)

وأرى الانحناء في منسر البا ... زي ولم يعد مخلب (1) الرئبال
كون الله حدبة فيك إن شئ ... ت تعالى من الفضل أو من الافضال
فأتت ربوة على طود حلم ... وغدت موجة لبحر نوال
ما رأتها النساء إلا تمنت ... لو غدت حلية لكل الرجال
وأبو الغصن أنت لا شك فيه ... وهو رب القوام والإعتدال
عد إلى ودنا القديم ولا تص؟ ... غ لقيل من الوشاة وقال
وتذكر لياليا حين ولت ... أودعت حسنها عقود لآلي
أترى بالدعاء يرجع شملي ... أم دعائي مضيع وابتهالي
وإذا لم يكن من الهجر بد ... فعسى أن تزورنا (2) في الخيال ومن شعر ابن أبي حصينة:
تملك قلبي غادر غير عاذر ... فوجدي لديه أول مثل آخر
وجاء بقد عادل فمن الذي ... رأى عادلاً أزرى على كل جائر
نصيري دمعي وهو أول خاذل ... فمن منقذي من ساحر الطرف ساخر
فبت أسير القلب والدمع مطلق ... أردد طرفي بين ساه وساهر
يواصلني دمعي ونومي مهاجري ... فمن واصلي ثب النحول وهاجري
ويكثر لوم الجفن في نوم جفنه ... ولا ذنب للمهجور بل للمهاجر (3)
ولو زارني طيف قنعت بقربه ... وإن كان من أهواه ليس بزائري
فيا عاذلي دعني فلو أن عاذلي ... حوى بعض ما بي كان للوقت عاذري
رعى الله ليلا زارني بدر تمه ... ولم يلف قبل اليوم في زي زائر
وخاف من الواشين أن يظفروا به ... فأرخى عليه حلقة من ضفائر (4)
__________
(1) الخريدة: الكاسر يلقى ومخلب.
(2) الخريدة: تزورني.
(3) الزركشي: لا بل لهاجر.
(4) ص والزركشي: ظفائر.

الصفحة 273