كتاب فوات الوفيات (اسم الجزء: 4)

وظن سواد الليل سترا يجنه ... وما الليل للبدر المنير بساتر وقال أيضا:
أودعوا إذ ودعوني الحرقا ... فنعيم العيش لي عاد شقا
بذلوا الهجر وصانوا وصلهم ... فاصطباري قال لي أن لا بقا
أخذوا نومي وأعطوا مقلتي ... عندما رقوا عليها الأرقا
آه من ألحاظ قوم كلما ... فوقوا سهما لقلبي رشقا
رمقوا جسمي فما أبقوا به ... بعد هجرانهم لي رمقا
وأبوا غلا انتقاما في الهوى ... فقضى الحب على من عشقا
يا عذولا لم تذق أفكاره ... من أليم الوجد لي ما ذوقا
قل لأحباب نأت دارهم ... مات صبري فلكم طول البقا
أظلم الأفق علينا فاطلعوا ... بسماء الود منكم شفقا
فالكرى فارق جفني بعدكم ... بعدما قبلكم ما افترقا وقال أيضا:
كف الملام فليس شأنك شاني ... إن الشجي إلى الخلي لشاني
لو كان يخلص بالملامة مغرم ... ما سلطت مي على غيلان (1)
ولما عدت (2) أسد الرجال ويدها ... عند اللقاء لواحظ الغزلان
بانت (3) أمامة والغرام مخيم ... عني وبان (4) لبينها سلواني
وإذا سطا جيش الغرام على امرىء ... نقل الذي في السر للإعلان
أسكنتها قلبي فبان خرابه ... والقلب يخربه أذى السكان
__________
(1) غيلان بن عقبة المري الشاعر المشهور ب؟ ((ذي الرمة)) .
(2) ص: غدت.
(3) ص: باتت.
(4) ص: وبات.

الصفحة 274