كتاب فوات الوفيات (اسم الجزء: 4)

لي من الشمس خلعة صفراء ... لا أبالي إذا أتاني الشتاء
ومن الزمهرير إن حدث الغي ... م ثيابي، وطيلساني الهواء
بيتي الأرض والفضاء به سو ... ر الرجل مدار وسقف بيتي السماء
لو تراني في الشمس والبرد قد أن ... سل جسمي لقلت إني هباء
شنع الناس أنني جاهلي ... مانوي وما لهم أهواء
أخذوني بظاهري (1) إذ رأوني ... عبد شمس تسوؤني (2) الظلماء
آه واحستري لقد ذهب العم ... ر وحظي تأسف وعناء
كلما قلت في غد أدرك السو ... ل أتاني غد بما لا أشاء
لست ممن يخص يوما بشكوا ... هـ لأن الأيام عندي سواء وقال من أبيات (3) :
فاغنني عن سؤال كل لئيم ... قد علا قدره وإن كان سفله
معشر ما ظفرت منهم عقيب ال ... قصد عند السؤال إلا بخجله
ومتى غبت عنهم عتبوني ... ومتى جئتهم رأوا ذاك ثقله
أنا فيهم عار وماش وغيري ... وهو دوني له ثياب وبغله
لي نصفية تعد من العم ... ر الرجل سنينا غسلتها ألف غسله
لا تسلني عن مشتراها ففيها ... منذ فصلتها نشاء بجمله
كل يوم يحوطا العصر وال ... دق مرارا وما تقر بعمله
فهي تعتل كلما غسلوها ... ويزيل النشاء تلك العله
أين عيشي بها القديم وذاك ال ... رفق (4) فيها وخطرتي والشمله
حيث لا في أجنابها رقعة ق ... ط ولا في أكمامها قط وصله
__________
(1) المغرب: بظاهر.
(2) المغرب: تسوءه.
(3) المغرب: 304.
(4) ص: الرنق؛ المغرب: التيه.

الصفحة 287