كتاب فوات الوفيات (اسم الجزء: 4)

تراه مردداً ما بين طرد ... وعكس قصرت عنه الطيور
ويلطم كلما وافى مداه ... ويسحب وهو مغلول أسير
وتنزع كل آونة حشاه ... ويلقى وهو للبلوى صبور
ويرشف بعد ذلك منه ثغر ... ولا عذب هناك ولا نمير
إذا ما سار أثر في خطاه ... طرائق دونها الروض النضير
يجر إذا سعى ذنباً طويلاً ... ويفتر حين يعلوه قصور
ويسمع منه عند الجري صوت ... له في صدره منه خرير
قليل المكث كم قد بات تطوى ... له من شقة لما يسير
ويفترش الحرير ويرتديه ... غطاء وهو مع هذا فقير
وتظهر في جوانبه نجوم ... وفي أحشائه فلك يدور
فأوضح ما ذكرت فغير خاف ... على مجموع فضلك ما أشير
ودم في نعمة وسعود جد ... وعز ما سقى روضاً (1) غدير فكتب جمال الدين الجواب:
أوجهك لاح أم قمر منير ... وذكرك فاح أم نفح العبير
طلعت طلوع شمس الصحو صبحاً ... على فرس حكى فلكاً يسير
ويا لله روض ضمن طرس ... زهير في جوانبه جرير
رميت به إلي فقلت هذا ... شاع الشمس مأخذه عسير
أراني رمزه الوضاح حسناً ... ينبهني على أني حقير
وأني ملحق بأقل صنف ... إذا ما حقق الجم الغفير
فمذ صحفته فكري مكوك ... ومذ نشرته باعي قصير
هو المأسور بالماسور لكن ... له في أسره مرح كثير
نشيط أيد ويعاد طوعاً ... بخيط متنه واه طرير
__________
(1) ص: روض.

الصفحة 348