كتاب فوات الوفيات (اسم الجزء: 4)

وكم أداري فؤاداً عز مطلبه ... يوم اللوى وأداري الوجد بالدار
أشتاق إن نفحت بالغور ريح صبا ... تهدي شذا شيخه المطلول والغار
وقد أنحلتني الغواني غير راحمة ... وعقتني الليالي بعد إبداري
وأضرمت أضلعي ناراً مؤججة ... وحيرت أدمعي في العين يا حار (1)
فصرت كالسيف يغضي (2) الجفن منه على ... ماء ويطوى الحشا منه على نار
ذكرت عيشاً على لبنان جدد لي ... من عهد لبني صباباتي وأوطاري
فراجع القلب من أطرابه طرب ... وعاود العين طيف منهم ساري
فبت بالدمع كالغدران طافحة ... مني على ناقض للعهد غدار
فيا له من غرير غر بي طمعاً ... بموعد من خيال منه غرار
بقامة وعذار حول وجنته ... قامت بها وبه في الحب أعذاري
ألقى إليه القنا الخطار مقتحماً ... ولا أبالي بأهوال وأخطار
أغن ألمى رشيق القد معتدل ... رخص البنان كحيل الطرف سحار
قد زنر الخصر منه بالنحول وقد ... أغناه إفراطع عن شد زنار
يسعى بشمسية كالشمس دائرة ... على مزاهر قينات وأزهار
تكللت بلآل من فواقعها ... وزررت طوقها منه بأزارا
صهباء من عهد كسرى حين عتقها ... في دنها وبه كانت بذي قار
قد أمطرت راحة الساقي الكؤوس لنا ... فأنتبتتها رياضاً ذات نوار (3)
تألفت مثل زهر الروض عن حبب ... فنحن ما بين نوار وأنوار
صلى (4) المجوس إليها واصطلوا لهباً ... منها فصلوا لذات النور والنار
وسبح القوم لما أن رأوا عجباً ... في أكؤس الراح نواراً على نار
__________
(1) ص والزركشي: جار.
(2) ص: يقضي.
(3) ص: بذيقار.
(4) ص والزركشي: صلوا.

الصفحة 374