كتاب فوات الوفيات (اسم الجزء: 4)

وأنشدني الحاج الدين الذهبي قال، أنشدني بدر الدين لنفسه وقد تواترت الأمطار بدمشق:
إن أقام الغيث شهراً هكذا ... جاء بالطوفان والبحر المحيط
ما هم من قوم نوح يا سما ... أقلعي عنهم فهم من قوم لوط وقال في مليح بوجهه حب الشباب:
تعشقته لدن القوام مهفهفاً ... شهي المى أحوى المراشف أشنبا
وقالوا بدا حب الشباب بوجهه ... فيا حسنه وجهاً إلي محببا وقال في النجم العيادي الكحال، وقد كحل غلاماً غدوة ومات النجم في عشية ذلك النهار:
يا قوم قد غلط الحكيم وما دري ... في كحله الرشأ الغرير بطبه
وأراد أن يمضي نصال جفونه ... ويحدها لتصيبنا فبدت به وقال أيضاً:
هلم يا صاح إلى روضة ... يجلو بها العاني صدا همه
نسيمها يعثر في ذيله ... وزهرها يرقص في كمه وقال أيضاً:
أدر كؤوس الراح في روضة ... قد نمقت أزهارها السحب
الطير فيها مغرم شيق ... وجدول الماء بها صب وقال أيضاً:
لم لا أهيم إلى الرياض وطيبها ... وأبيت منها تحت ظل ضافي
والزهر يلقاني بثغر باسم ... والماء يلقاني بقلب صافي وقال:

الصفحة 377