كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 4)

عمره أزبك وأنفق عليه مالا جليلا، وهو في غاية الحسن يشرف على البساتين، فلما طاف فيه وخرج منه قال: «هذا من مساكن الكسالى ولا يصلح لنا».

ذكر إيقاع السلطان جلال الدين [بن علاء الدين (¬1)]
خوارزم شاه بالكرج
ولما ملك جلال الدين [توريز وأكثر بلاد أذربيجان (¬2)] واستفحل أمره وكثرت عساكره، أرسل إلى الكرج يؤذنهم بالحرب فأجابوه: «بأننا قصدنا التتر الذين فعلوا بأبيك علاء الدين خوارزم شاه الذى فعلوا، وبددوا عساكره وملكوا بلاده، وأفنوا أهلها قتلا وأسرا (¬3)، ثم هرب منهم إلى جزيرة في البحر فمات فيها كمدا، وكان أعظم منك ملكا (¬4)، وأبعد صيتا، وأكثر عسكرا، وأقوى نفسا، ولم ينال بحربهم، وكان قصاراهم (¬5) أن سالمونا».
وشرعت الكرج في جمع العساكر فجمعوا ما يزيد عل ستين (¬6) ألفا فسار إليهم جلال الدين [وقد أغاظه كلامهم (¬7)]، ونازل مدينة دوين وهى من بلادهم، وكانت قبل ذلك للمسلمين [فأخذها بالأمان (¬8)] ثم سار منها إليهم، وضرب معهم مصافا، واقتتلوا قتالا كثيرا، فانهزمت الكرج أقبح هزيمة، فأمر
¬_________
(¬1) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(¬2) في الأصل «بلاد أذربيجان» والصيغة المثبتة من س.
(¬3) في نسخة س «قتلا ونهبا وسبيا».
(¬4) كذا في نسخة س وفى الأصل «ملكا منك».
(¬5) في نسخة م «قصارانا» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن الأثير، الكامل، ج 12، ص 435.
(¬6) كذا في نسختى المخطوطة، وفى ابن الأثير، نفس المرجع والصفحة «سبعين».
(¬7) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(¬8) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

الصفحة 152