كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 4)

أصحابه. ولم يبق معه إلا اليسير، وجعل في ميسرته أميرا كبيرا فطلب الأنتقال إلى الميمنة فنقله. ثم وقت العشاء الآخره طلب [أيبك (¬1)] العود إلى الميسرة، فقال له بدر الدين «متى انتقلت ظنه الناس هزيمة فلا يقف أحد»، فأقام مكانه وهو في جمع كثير من العسكر.
فلما انتصف الليل سار أيبك [طالب الميسرة] (¬2) فأمره بدر الدين بالمقام إلى الصبح لقرب (¬3) العدو فلم يفعل [وسار من ساعته (¬4)]. واضطر بدر الدين [لؤلؤ (¬5)] إلى إتباعه، فالتقواهم ومظفر الدين وعماد الدين في العشرين من رجب. فأما أيبك فإنه تيامن والتحق بالميمنة وحمل في أطلابه (¬6) هو والميمنة على ميسرة مظفر الدين فهزمها. وكان في الميمنة ذلك الأمير الذى انتقل إليها، فحمل مع أيبك على الميسرة. وأما ميمنة مظفر الدين فإنها حملت على ميسرة بدر الدين [لؤلؤ (¬7)] فهزمتها، وبقى بدر الدين في النفر اليسير الذين معه، وكان عماد الدين [زنكى بن أرسلان شاه (¬8)] في الميسرة وقد انهزم بانهزامها. وتقدم مظفر الدين فيمن معه في القلب إلى بدر الدين
¬_________
(¬1) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(¬2) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(¬3) في نسخة س «لحرب».
(¬4) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(¬5) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(¬6) أطلاب جمع طلب، وهو لفظ كردى، معناه وحدة تتألف من قائد (أمير) له علم معقود وبوق مضروب يقود عددا من الفرسان يتفاوت عددهم بين 70 - 200 فارسا، انظر المقريزى (الخطط، ج 1 ص 86)؛ نظير حسان سعداوى، التاريخ الحربى المصرى في عهد صلاح الدين الأيوبى، ص 29 - 30 وحاشيه 1؛ السيد الباز العرينى، مصر في عصر الأيوبيين ص 154؛ انظر أيضا Gibb, «The armies of Saladin» in Studies on the civilization of Islam,pp .76, 84.
(¬7) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(¬8) أضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح.

الصفحة 27