ورمى بنفسه من قاعتها فمات لوقته (¬1). وعاش الملك الأمجد - رحمه الله - إلى الليل ثم توفى ودفن في مدرسة والده التي على الشرق بظاهر دمشق. فكانت مدة ملكه لبعلبك نحو تسع وأربعين سنة لأنه ملّكه إياها (¬2) عم أبيه السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب لما مات أبوه عز الدين فرخشاه [بن شاهنشاه بن أيوب (¬3)] سنة ثمان وسبعين وخمس مائة. واستمر مالكا لها إلى أن انتزعت منه هذه السنة - أعنى سنة سبع وعشرين وستمائة، فذلك خمسون سنة إلا سنة. [وكان بين أخذ بعلبك منه وبين مقتله مدة يسيرة مقدارها خمسة أشهر (¬4)].
ذكر سيرته رحمه الله
كان [الملك الأمجد (¬5)] ملكا جليلا، فاضلا متأدبا، يحب العلماء والفضلاء والشعراء وأهل الأدب، ويجيزهم بالجوائز الكثيرة. وكان يقول الشعر الجيد البديع الذى يضاهى به شعر شعراء عصره المجيدين. [وله ديوان شعر مشهور، ويعنى بشىء من شعره] (¬6). ولم يكن في بنى أيوب أشعر منه (¬7)، وبعده الملك الناصر
¬_________
(¬1) ذكر سبط ابن الجوزى (مرآة الجنان، ج 8 ص 441 - 442) معلومات هامة عن حادث مقتل الأمجد واستهل ذلك بقوله: «ذكر لى جماعة أنه سرقت له حياصة لها قيمة. .».
(¬2) في نسخة س «أيام».
(¬3) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(¬4) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(¬5) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(¬6) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س.
(¬7) ذكر ابن شاكر الكتبى في ترجمته للملك الأمجد أنه «كان أديبا فاضلا شاعرا، له ديوان شعر موجود بأيدى الناس» انظر فوات الوفيات (تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد)، ج 1 ص 150. وللملك الأمجد ديوان في النسيب والتغزل والحماسة في المكتبة الأهلية بباريس (رقم 3142) وفى ما نشستر (رقم 457) انظر:
Brockelmann, Geschichte der Arabischen Litteratur, I, P. 298, Supp. I, P. 456.