كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 4)

خواص أصحابه وثقاته ليتسلموا القلعة (¬1)، وأرسل معه (¬2) الخلع [والمال (¬3)] للذين هم بها. فلما صعد ذلك القاصد إلى القلعة وتسلمها، أعطى بعض من بالقلعة (¬4) ولم يعط البعض، واستذلهم وطمع فيهم، حيث استولى على الحصن. فلما رأى من لم يأخذ شيئا من الخلع والمال ما فعل بهم أرسلوا إلى [الأمير التركمانى (¬5)] شمس الدين سونج (¬6) المذكور ليسلموا إليه القلعة، فسار في أصحابه إليهم (¬7) فسلموها إليه، وهذا من غريب الاتفاق؛ فإن هذه رويندز (¬8) لم تزل أكابر الملوك تتقاصر عنها قدرتهم من قديم الزمان وحديثه [162 ا] فسهل الله تعالى أمرها لهذا الرجل الضعيف بغير قتال ولا تعب فملكها، وأزال عنها أصحاب جلال الدين الذى كان التتر وسائر الملوك تهابه وتخاف جانبه.
ولما ملكها شمس الدين (¬9) سونج (¬10) طمع في غيرها - لا سيما وقد اتفق ضعف جلال الدين بما أصابه من الهزيمة العظيمة التي هدت ركنه وفرقت جمعه - فنزل من القلعة إلى مراغة (¬11) وحصرها، فأتاه منها سهم غرب (¬12) فقتله. فلما قتل
¬_________
(¬1) كذا في نسختى المخطوطة وفى ابن الأثير «ليتسلمها».
(¬2) في نسخة م «معهم» والصيغة المثبتة من نسخة س وكذلك من ابن الأثير.
(¬3) اضيف ما بين الحاصرتين من ابن الأثير، الكامل، ج 12 ص 493.
(¬4) في نسخة س «في القلعة».
(¬5) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط في نسخة م.
(¬6) في نسخة م «صونج» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن الأثير.
(¬7) في نسخة س «اليها» والصيغة المثبتة من نسخة م وكذلك من ابن الأثير.
(¬8) انظر ما سبق ص 306 حاشية 6.
(¬9) في نسخة س «سيف الدين» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من نسخة م.
(¬10) انظر ما سبق حاشية 6 من هذه الصفحة.
(¬11) مراغة بلدة عظيمة وأشهر بلاد اذربيجان، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(¬12) سهم غرب أي لا يدرى راميه، انظر: القاموس المحيط.

الصفحة 307