كتاب أعيان العصر وأعوان النصر (اسم الجزء: 4)
أني اهتديت، وليلتي مسودة ... وضللت حين أضاء ضوء نهاري
عهدي بأني لا أخاف من الردى ... فحذار من لحظ العيون حذار
لا أرهب الليث الهزبر مجاوراً ... داري، وأرهب من جوار جوار
الصائبات بلحظهن مقاتلي ... هل للسهام لدي من أوتار
يا جيرتي الأدنين حقي واجب ... إن كنتم ترعون حق الجار
ليلي بكم أدب الزمان مقسم ... ما بين تسهيد إلى أفكار
يا جيرةً جار الزمان ببعدهم ... وهم بأقرب منزل وجوار
إني سمعت صفاتكم فسكرت من ... طربي بغير مدامة وحمار
وهويت بالأخبار حسنكم كما ... تهوى الجنان بطيب الأخبار
يا معرضين وما جنيت إليهم ... ذنباً سوى وجدي وقرب ديار
ميلوا إلي فللغصون تمايل ... حتى تقبل أوجه الأنهار
وتلفتوا نحوي التفات أوانس ... إن الأوانس غير ذات نفار
واجلوا محاسنكم لأحظى بالذي ... قد كنت أسمعه من الأخبار
لا تحسبوا أن السفور نقيصةً ... أو ما ترون مطالع الأقمار
أو تحسبوا أني أضيع سركم ... وأنا المعد لمودع الأسرار
أيجوز أن أظمأ وورد نداكم ... صفو من الأقذاء والأكدار
وأموت من دائي وفي أيديكم ... طبي من الأسقام والأخطار
ولقد عرفتم في الأنام بمنطق ... عذب المذاقة طيب المشتار
فحويتم حسن الصفات مؤيداً ... بمحاسن الأقوال والآثار
بمحاسن تهب العقول بلاغة ... وبلاغة تذر المفوه عاري
أخرستم الفصحاء إذ أنطقتم ... من لا يجيز القول بالأشعار
الصفحة 32
685