كتاب أعيان العصر وأعوان النصر (اسم الجزء: 4)
وكان ذا تجمل وافر، واضطلاع بأمر الإمرة متظافر، كثير الرخت، وافي الحظ من ذلك والبخت، يتجمل في خروجه إلى الأيزاك، ويظهر بجماعة من الجند الذين تهول أشكالهم من الأتراك، وكان لصفد به جمال، ولبدر ذكرها في البلاد به كمال. إلى أن كتب نائبها الحاج أرقطاي في معناه إلى السلطان في سنة سبع وعشرين وسبع مئة، فأمر باعتقاله في قلعة صفد. فأقام بها معتقلاً نحواً من خمسن سنين. ثم إن الأمير سيف الدين تنكز - رحمه الله تعالى - شفع فيه. فأفرج عنه، وحضر إلى دمشق بطالاً.
ولم تطل مدته حتى توفي - رحمه الله تعالى - سنة خمس وثلاثين وسبع مئة تقريباً.
وكان يرميه أهل صفد بأنه ظفر بإكسير كان مع بعض المغاربة، وأنه تزوج بامرأة المغربي، وأخذه منها.
وعمر بصفد داراً حسنة بالنسبة إلى صفد وعمل إلى جانبها تربة مليحة ومسجداً، ونقل غالب أحجار الدار من عكا. وأقام بصفد مدة - رحمه الله تعالى -.
الصفحة 48
685