كتاب أعيان العصر وأعوان النصر (اسم الجزء: 4)

ولم يزل غازان على حاله إلى أن ... وصلت إليه يد سواء عندها البازي الأشهب والغراب الأبقع.
وتوفي في ثاني عشر شوال سنة ثلاث وسبع مئة، ببلاد قزوين، وحمل إلى تربة ب " شم " ظاهر توريز، والعوام يسمون هذا المكان: الشام، وهي تربة اشتملت على عمارة جليلة.
وظاهر توريز يشتمل على ثلاث مدارس: للشافعية وللحنفية وللحكماء، وعلى مارستان وجامع وخانقاه، ورصد للكواكب، وخزائن للكتب، ودار مضيف، وأوقاف ذلك تغل في السنة نحو مئة ألف دينار رائج، والرائج ستة دراهم، والدرهم نصف وربع كاملي. وكان النظر في ذلك للخواجا رشيد وأولاده.
واختلفت أخباره على البلاد الإسلامية، وخبط القصاد فيها تخبيطاً كبيراً. واشتهر أخيراً أنه سم في منديل تمسح به بعد الجماع، فتعلل مدة ومات.
وكان الشيخ علاء الدين الوادعي - المقدم ذكره - تلك المدة في البيرة، فكتب مطالعة عن نائبها إلى السلطان الملك الناصر محمد، وكتب فيها:
قد مات قازان بلا مريةٍ ... ولم يمت في الحجج الماضيه
بل شنعوا عن موته فانثنى ... حيا ولكن هذه القاضيه
فكتب الجواب إلى الأمير سيف الدين طوغان نائب البيرة شخنا العلامة

الصفحة 7