كتاب تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف (اسم الجزء: 4)

المتوفى سنة 295 فإن صوفيين كثيرين ينظمون الشعر معبرين به عن التياع قلوبهم فى الحب آملين فى الشهود مستعطعين متضرعين، مصورين كيف يستأثر حبهم لربهم بأفئدتهم استئثارا مطلقا، نذكر منهم سمنون أبا الحسين الخواص المتوفى سنة 303 وأبا على الروذبارى المتوفى سنة 322 والشبلى دلف بن جحدر المتوفّى سنة 334 وجميعهم من تلامذة الجنيد.
وواضح مما تقدم أن العصر العباسى الثانى لم يكد ينتهى حتى تاصلت فى التصوف فكرة المعرفة الإلهية ومحبة الله، كما تأصلت فكرة أن الصوفية أولياء الله، وسنرى فى موضع آخر كيف أن الحلاج أحاط الرسول عليه السلام بهالة قدسية تشبه الهالة التى يحيط بها المسيحيون المسيح عليه السلام، وكان لكل ذلك أثر عميق فى حياة التصوف وتطوره على مر الأجيال.

الصفحة 114