كتاب تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف (اسم الجزء: 4)

الفصل الثّانى:
الحياة الاجتماعية
1 - طبقات المجتمع
كان يتوزّع مجتمع العصر العباسى الثانى ثلاث طبقات أساسية: طبقة عليا تشتمل على الخلفاء والوزراء والقواد والولاة ومن يلحق بهم من الأمراء وكبار رجال الدولة ورءوس التجار وأصحاب الإقطاع من الأعيان وذوى اليسار، وطبقة وسطى تشتمل على رجال الجيش وموظفى الدواوين والتجار والصناع الممتازين، ثم طبقة دنيا تشتمل على العلمة من الزّراع وأصحاب الحرف الصغيرة والخدم والرقيق، ويأتى فى إثر تلك الطبقات أهل الذمة.
وكانت الطبقة الأولى تغرق فى النعيم، يتقدمها الخلفاء وكانت تجبى إليهم أموال الخراج من سواد العراق وأقاصى الدولة وأدانيها غير ما كان يجبى من المكوس على الواردات والصادرات، وعادة كان الوالى يرسل إلى بغداد ما تبقى لديه من الإنفاق على شئون إمارته وحاجتها من المساجد والبيمارستانات ومن بها من الجند والموظفين.
وذكر ابن خرداذبة أن الدخل من سواد العراق لسنة 240 للهجرة بلغ ثمانية وسبعين مليونا من الدراهم، وبلغ دخل جزء منه فى عهد المعتضد لسنة 280 مليونين وخمسمائة وعشرين ألفا من الدنانير (¬1). وتدهور الدخل فى عهد المقتدر ومع ذلك نرى خراج سواد العراق يبلغ مليونا وخمسمائة وسبعة وأربعين ألف دينار، ويورد الصابى مع هذا الإحصاء الدخل العام لعهده فى سنة 306، ويذكر أنه بلغ أربعة عشر مليونا وثمانمائة وتسعة وعشرين ألفا وثمانمائة وأربعين دينارا (¬2).
¬_________
(¬1) كتاب الوزراء الهلال بن المحسن الصابى ص 10 وما بعدها.
(¬2) رسوم دار الخلافة للهلال الصابى ص 21.

الصفحة 53