كتاب تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف (اسم الجزء: 4)

على حروف المعجم للمتوكل (¬1).
ومنهم جحظة وله كتاب فى الطّنبوريين (¬2)، ويذكر أبو الفرج أن لعمرو بن بانة كتابا فى الأغانى يعدّ من الأصول المهمة فيها (¬3)، كما يذكر أنه كان لأحمد ابن يحيى المكى كتاب سماه المجرد فى الأغانى كان يحتوى على أربعة عشر ألف صوت (¬4)، وكان لمحمد بن على بن أمية المعروف باسم أبى حشيشة كتاب فى أخبار الطنبوريين (¬5). وعمل فى هذا العصر كثير من المغنين على تحسين آلات الغناء وتغذيته بالألحان الأجنبية، وخاصة أن كثرتهم كانت من الموالى فرسا وغير فرس، بل إن منهم من اخترع بعض الآلات مثل زنام الزامر، فقد اخترع نايا نسب إليه، فقيل ناى زنامىّ (¬6). ومما يدل على ما كان للغناء حينئذ من سمو المنزلة أننا نجد طائفة من الخلفاء والأمراء وكبار رجال الدولة تشارك فى وضع أصواته مثل المنتصر (¬7) والمعتز (¬8) والمعتمد (¬9) وابن المعتز (¬10) وعبيد (¬11) الله بن عبد الله بن طاهر، واشتهر بأنه كان يستطيع أن يجمع ألحانا كثيرة فى صوت واحد، وكانت له كتب فى النغم وعلل الأغانى.
وكانت تتقابل فى الغناء حينئذ مدرستان: مدرسة محافظة تتمسك بالأصول والأوضاع الموروثة ويمثلها إسحق الموصلى، ومدرسة مجددة لا تزال تضيف إلى التراث الفنى فى الغناء أصواتا وأنغاما وألحانا ويمثلها إبراهيم بن المهدى، ويحكى أبو الفرج بعض وجوه الخلاف بينه وبين إسحق، فيقول إنهما كانا يختلفان فى مدلول بعض المصطلحات، فما كان يسميه إسحق ثقيلا أولا وخفيفه كان يسميه إبراهيم بن المهدى ثقيلا ثانيا وخفيفه، وما كان يسميه إسحق ثقيلا ثانيا وخفيفه كان يسميه إبراهيم بن المهدى ثقيلا أولا وخفيفه، ويقول أبو الفرج: «وأما التجزئة والقسمة فإنهما أفنيا أعمارهما فى تنازعهما فيهما، حتى كان يمضى لهما
¬_________
(¬1) الفهرست ص 214.
(¬2) الفهرست ص 214.
(¬3) أغانى (دار الكتب) 15/ 269
(¬4) أغانى 16/ 311.
(¬5) الفهرست ص 214.
(¬6) تاج العروس للزبيدى 8/ 330.
(¬7) أغانى (دار الكتب) 9/ 309 وانظر فى أصوات أخيه أبى عيسى الأغانى 10/ 201.
(¬8) أغانى 9/ 205.
(¬9) أغانى 9/ 323.
(¬10) أغانى 10/ 277.
(¬11) أغانى 9/ 40 وما بعدها.

الصفحة 86