كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 4)

وقال الأنصاري:
يا مال والحق عنده فقفوا ... تؤتون فيه الوفاء معترفا
كأنه قال أنكم تؤتون فيه الوفاء معترفا ..
وتقول: (ذره يقل ذاك)، (ذره يقول ذاك) فالرفع من وجهين:
فأحدهما الابتداء، والآخر على قولك ذره قائلا ذاك ..
وتقول (قم يدعوك) لأنك لم ترد أن جعل دعاء بعد قيامه، ويكون القيام سببا له ولكنك أردت: قم أنه يدعوك. وإن أردت ذلك المعنى جزمت. (¬1).
وجاء في (المفصل): " وإن لم تقصد الجزاء فرفعت كان المرفوع على أحد ثلاثة أوجه: إما صفة كقوله تعالى: {فهب لي من لدنك ولي يرثني} [مريم: 5 - 6]، أو حالا كقوله تعالى: {فذرهم في طغيانهم يعمهون} (¬2). أو قطعا واستئنافا كقولك (لا تذهب به تغلب عليه) و (قم يدعوك) ومنه بيت الكتاب:
وقال ائدهم أرسوا نزاولها
ومما يحتمل الأمرين الحال والقطع قولهم (ذره يقول ذاك) و (مرة يحفرها) وقول الأخطل:
كروا إلى حرتيك تعرونهما
وقوله تعالى: {فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخف دركا ولا تخشى} [طه: 77] (¬3).
¬__________
(¬1) كتاب سيبويه 1/ 450 - 451، وانظر المقتضب 2/ 82
(¬2) ليس ثمة آية بهذا النص وإنما هي {ونذرهم في طغيانهم يعمهون} [الأنعام: 110] وليس فيها شاهد، وإنما الشاهد في قوله تعالى: {ثم ذرهم في خوضهم يلعبون} [الأنعام: 91].
(¬3) المفصل 2/ 146 - 147

الصفحة 14