كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 4)

وأما الحجازيون فيستعملونه حالا مؤكدة، مثل (كافة)، و (قاطبة) في قولنا (أقبل أهل البلد كافة).
وإذا أريدت الدلالة على اجتماع العدد، فلابد من نصبه، ولا يصح الاتباع لأنه سيكون حالا والحالة هذه.

التوكيد اللفظي
ويكون بإعادة اللفظ الأول أو تقويته بمرادفة معنى (¬1). وقد يؤتى بموازنة مع اتفاقهما في الحرف الأحير ويسمى أتباعًا. (¬2).
فمن أعادة اللفظ الأول قولنا (أقبل محمد محمد) و (أقبل أقبل محمد) ويحتمل أن يكون منه قوله تعالى: {كلا إذا دكت الأرض دكادكا} [الفجر: 21].
ومن تقويته بمرادفه معنى، قولنا (جاء قدم محمد) ومنه قوله تعالى: {فجاجا سبلا} [الأنبياء: 31]، لأن الفجاج هي السبل، وقوله: {وغرابيب سود} [فاطر: 27] (¬3). لأن معنى (غرابيب) سود، ومفردها غربيب، أي أسود فكأنه قال: سود سود.
ومن الإتيان بموازنة لفظا قولهم: جائع نائع، عطشان نطشان، حسن بسن، ويسمى أتباعا سواء كان للكلمة المتبعة معنى أم لم يكن (¬4).
جاء في (تأويل مشكل القرآن): " وربما جاءت الصفة فأرادوا توكيدها، واستوحشوا من إعادتها ثانية، لأنها كلمة واحدة، فغيروا منها حرفا، ثم أتبعوا الأولى كقولهم: عطشان نطشان، كرهوا أن يقولوا: عطشان عطشان، فأبدلوا من العين نونا، وكذلك قولهم، حسن بسن كرهوا أن يقولوا: حسن حسن فأبدلوا من الحاء باء، وشيطان ليطان في أشباه له كثيرة (¬5).
¬__________
(¬1) شرح الألفية لابن الناظم 210، الهمع 2/ 125، شرح الأشموني 3/ 80
(¬2) شرح الرضي على الكافية 1/ 365، فقه اللغة للثعالبي 566
(¬3) انظر البرهان 2/ 385
(¬4) انظر شرح الرضي على الكافية 1/ 365
(¬5) تأويل مشكل القرآن 183

الصفحة 151