كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 4)

أتغضب إن أذنا أذينه حزتا
ونحو قولك (أنت وإن أعطيت مالا بخيل) و (أنت وإن صرت أميرا لا أهابك) (¬1).
وهذا هو الحق، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم، قال تعالى: {قل إن افتريته فعلى إجرامي} [هود: 35]، وو ماضيا لمعنى، وقال: {قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا} [الأحقاف: 8]، وقال: {قالوا طائركم معكم أين ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون} [يس: 19]، وهذا رد على أحاب القرية: {إنا تطيرنا بكم} بعد ان ذكروهم بالله، فهو ماضي المعنى.
وقال: {حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون} [آل عمران: 152]، وهذا في معركة أحد، وهو ماضي المعنى.
وقال: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ماأحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون} [التوبة: 92]، وهذه الآية نزلت بعد وقوع الحادثة
وقال في فرعون: {حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله الذي آمنت به بنو إسرائيل} [يونس: 90].
وقال: {حتى إذا ركبنا في السفينة خرقها} [الكهف: 71].
وقال: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها} [الجمعة: 11]، والآية نزلت بعد وقوع الحادثة.
وقد أخرج بعض النحاة (إذا) المسبوقة بـ (حتى) من الشرطية (¬2). والصواب أنها شرطية، بدليل اقتران جوابها بالفاء، قال تعالى: {حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق} [محمد: 4].
¬__________
(¬1) شرح الرضي على الكافية 2/ 293
(¬2) البرهان 4/ 197

الصفحة 66