كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 4)

وقال: {حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا} [مريم: 75].
وقال: {حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم} [النساء: 6].
ومما يدل على المضي مع غير (إن) و (إذا) من أدوات الشرط، قوله تعالى: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله} [آل عمران: 166.]
وقوله تعالى: {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم} [سبأ: 47]. وقوله: {ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا من النار} [ص: 61].
وقوله: {ما قطتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله} [الحشر: 5]، بل قد يرد فعل الشرط دالا على المضي، وإن لم يكن فعلا ماضيا مع فعل الكون وغيره فمن ذلك أن يرد خبر (يكون) فعلا ماضيا وذلك نحو قوله:
فإن تكن الأيام أحسن مرة ... إلى فقد عادت لهن ذنوب
وقول الأبيرد بن المعذر الرياحي يرثي أخاه بريدا:
فإن تكن الأيام فرقن بيننا ... فقد عذرتنا في صحابته العذر
وقول حريث بن سلمة:
إن تك درعي يوم صحراء كلية ... أصيبت فماذا كم علي بعار
وقول امريء القيس:
وإن تك قد ساءتك منى خليقة ... فسلي ثيابك من ثيابك تنسل
فهذا كله يفيد المضي ولا شك.
ومن وردوه دالا على المضي مع غير فعل الكون قول عمارة بن عقيل:
فإن تصبح الأيام شيبن مفرقي ... وأذهبن أشجاعي وفللن من غربي.

الصفحة 67