كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 4)

الأدوات التي يجزم بعدها الفعل
لام الأمر
وتلزم فعل غير المخاطب للدلالة على الأمر، وذلك أمر المتكلم لنفسه، نحو: (لأذهب إليه)، ونحو قوله صلى الله عليه وسلم: " قوموا فلأصل بكم" ومنه قوله تعالى: {اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم} [العنكبوت: 12].
وأمر الغائب، نحو (ليخبره خالد بما حدث) وكقوله تعالى: {ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك} [النساء: 102].
ومن هذا الأخير المبني للمجهول، نحو: (لتخبر بما حدث) ونحو: (لأعط حقي) فإن الفاعل غائب.
وقد وردت قليلا في أمر المخطاب، فإن الأصل في المخاطب أن يؤمر بفعل الأمر، لا باللام، وذلك نحو قوله صلى الله عليه وسلم: لتزره ولو بشوكة" وقوله: " لتقوموا إلى مصافكم" وهذا في الشعر أكثر نحو قوله:
لتقم أنت يا ابن خير قريش ... فتقضي حوائج المسلمينا (¬1).
وقد يخرج المجزوم بلام الأمر إلى معنى آخر، كما يخرج الأمر عن معناه إلى معنى أخر، وذلك كالدعاء نحو (ليغفر الله لك). والتهديد: نحو: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} [الكهف: 29].
والخبر نحو: {من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا} [مريم: 75]، أي فيمد (¬2).
¬__________
(¬1) انظر شرح الرضي على الكافية 2/ 279 - 280
(¬2) المغنى 1/ 223، الهمع 1/ 7

الصفحة 7