كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 4)

ورفاتا أءنا لمبعوثون خلقا جديدا} [الإسراء: 49]، وقوله: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} [الكهف: 17]، وقوله: {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستئذنوا} [النور: 59]، وقوله: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض} [الجمعة: 10]، فإن الصلاة لابد أن تنقضي.
وأما ما يقع كثيرا، فنحو قوله تعالى: {إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه} [البقرة: 282].
وقوله: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء: 86].
وقوله: {وإذا قريء القرءان فاستمعوا له وأنصتوا} [الأعراف: 204].
وقوله: {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما} [يونس: 12] , والنحاة يفرقون بين إن وإذا بما ذكرنا فيقولون إن الأصل في (إنْ) أن تستعمل للمشكوك فيه و (إذا) للمقطوع بوجوده.
وذكر سيبويه أن (ذا) تاجيء وقتا معلومًا، ألا ترى أنك لو قلت: آتيك إذا احمر البسر كان حسنا، ولو قلت: (آتيك إن احمر البسر) كان قبيحا، فـ (إن) أبدا مبهمة، وكذلك حروف الجزاء (¬1).
وجاء في (المقتضب): " وإنما مع (إذا) من أن يجازي بها (¬2). لأنها مؤقتة وحروف الجزاء مبهمة، ألا ترى أنك إذا قلت: (إن تأتني آتك) فأنت لا تدري أيقع منه إتيان، أم لا؟ وكذلك: من أتاني أتيته، إنما معناه، أن يأتني واحد من الناس، آته.
فإذا قلتك (إذا اتيتني .. ) وجب أن يكون الاتيان معلوما
ألا ترى إلى قوله الله عز وجل: {إذا السماء انقطرت} [الانفطار: 1]، و (إذا الشمس كورت) [التكوير: 1]، و {إذا السماء انشقت} [الإنشقاق: 1]، إن هذا واقع لا محالة؟
¬__________
(¬1) كتاب سيبويه 1/ 433
(¬2) يجازي بها أي: يجزم بها

الصفحة 72