كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 4)

لا الناهية
وهي موضوعة لطلب الترك (¬1). نحو: {لا تفتروا على الله كذبا} [طه: 61]، و {ولا تبغ الفساد في الأرض} [القصص: 77].

ومن أساليب العربية أن ينهي الفاعل والمراد غيره، نحو: (لا أرينك ههنا) فقد جاءت (لا) لنهي المتكلم، والمنهي في الحقيقة هو المخاطب، أي لا تكن ههنا حتى لا أرك (¬2).
ونحو: {ولا تعجبك أموالهم} [التوبة: 85]، فالنهي للأموال، إذ أسند الإعجاب إليها، والمنهي في الحقيقة هو المخاطب، أي لا تعجب يا محمد بأموالهم (¬3).
نحو قوله تعالى: {لا يفتننكم الشيطان} [الأعراف: 27]، فقد نهى الشيطان والمنهى في الحقيقة هم المخاطبون، وكذلك قوله تعالى: {فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور} [فاطر: 5]، فالنهي موجه لفظا للدنيا، وللغرور وهو الشيطان والمنهي في الحقيقة هم المخاطبون.
والتمنى ومنه مخاطبة ما لا يعقل، نحو: (لا تخني أيها الصبر) و (يا عيني لا تجمدا) وغير ذلك من المعاني.
لم
تختص بنفي المضارع وتقلب زمنه ماضيا، نحو (لم أذهب أمس) قال تعالى: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم} [الأنفال: 17] وهي لنفي (فَعَل) (¬4). فإذا قلت (حفظ) فنفيه (لم يحفظ).
¬__________
(¬1) المغني 1/ 246
(¬2) شرح الرضي 2/ 280، وانظر الأصول 1/ 83
(¬3) أمالي ابن الشجري 1/ 148
(¬4) كتاب سيبويه 1/ 460

الصفحة 8